الوطنية
ما بين فتح أبواب “دونور” وغياب الجماهير. ديربي البيضاء يفقد بريقه المعتاد

وئام نبيل- صحافية متدربة
تتجه الأنظار يوم غد السبت 12 أبريل نحو أرضية مركب محمد الخامس، وذلك لمشاهدة المواجهة المرتقبة بين الغريمين التقليديين الوداد الرياضي والرجاء الرياضي، في ديربي الدار البيضاء، برسم الجولة 26 من البطولة الوطنية الاحترافية.
ويعد هذا الديربي الأكثر تشويقا في البطولة لهذا الموسم، إذ يكتسب هذه المرة طابعا خاصًا ومختلفًا بوجود غيابات بارزة في صفوف اللاعبين، بالإضافة إلى غياب جماهير الفريقين، وذلك بعد إعادة افتتاح مركب محمد الخامس الذي اقفل على أبناء الدار لمدة سنة كاملة بسبب الإصلاحات التي طالته.
أبرز غيابات اللاعبين في الديربي البيضاوي
يعتبر الديربي البيضاوي من أكثر المباريات التي تشتعل بها الأجواء وتتحكم فيها العديد من العوامل، سواء على مستوى التشكيل أو على مستوى الحضور الجماهيري، ويواجه كلا الفريقين هذا الموسم غيابات مؤثرة تضع المدربين أمام تحدي صعب.
غيابات الرجاء الرياضي
سيغيب عن مقبلة الغد اللاعب محمد بولكسوت تلقيه الطرد المباشر في المقابلة التي جمعته بفريق الاتحاد الإسلامي الوجدي ضمن كأس العرش، وحرمانه من المشاركة في الديربي، إضافة إلى ذلك تم استبعاد فيديريكو بيكور من لائحة الفريق بقرار انضباطي من المدرب لسعد الشابي، بسبب بعض السلوكيات غير المقبولة داخل المجموعة، ما يضعف الخيارات الدفاعية والهجومية للفريق.
غيابات الوداد الرياضي
وسيفتقد موكوينا لخدمات كل من أيمن الديراني بعد حصوله على 4 بطاقات صفراء خلال المباريات السابقة، وأنزو معاد لتعرضه لكسر في الكتف، وهو ما يجعله خارج الحسابات، ليترك فراغًا في الخط الدفاعي للوداد.
تاريخ مواجهات الفريقين
يعود تاريخ مواجهات الوداد الرياضي والرجاء الرياضي إلى عقود طويلة من المنافسة الشرسة بين الفريقين، حيث تقاسم الفريقان عدد مرات الفوز في البطولة الوطنية بشكل متساوي حيث فاز الرحاء الرياضي في 38 مباراة والوداد الرياضي في 34 مباراة، بينما التعادل كان سيد الموقف في 65 مباراة، وسجل الرجاء في هذه المواجهات 119 هدفا، بينما الغريم الأحمر 109 أهداف، ليبقى الديربي البيضاوي أحد أكثر المباريات إثارة في تاريخ البطولة.
والتقى الفريقان في 18 مقابلة كأس العرش، حقق فيها الرجاء 7 انتصارات مقابل 6 للوداد، بينما انتهت 5 مباريات بالتعادل.
وحقق الرجاء في 45 انتصارا في 154 مقابلة و40 للوداد، فيما حسمت نتيجة التعادل في 64 مواجهة بين أكبر أندية البطولة الاحترافية.
إعادة افتتاح دونور بعد سنة كاملة من الإصلاحات
تعتبر هذه المقابلة لحظة هامة في تاريخ ديربي الإخوة الأعداء، حيث ستكون أول مواجهة رسمية على أرضية مركب محمد الخامس بعد سنة كاملة من الإصلاحات الكبرى التي طالت الملعب.
وقد خضع المركب لعملية تجديد شاملة للمرافق، وتحسينات على مستوى المدرجات، والأنوار، إضافة إلى تطوير البنية التحتية، ليعود في أبهى صورة ممكنة.
ويعتبر هذا الافتتاح بمثابة استعادة الحياة للملعب الذي لطالما كان ساحة للعديد من الذكريات التاريخية في تاريخ الكرة المغربية.
مقاطعة جماهير الفريقين للمباراة
على الرغم من الاستعدادات الكبيرة لهذه المباراة، ستغيب جماهير الفريقين عن مدرجات دونور، حيث أعلنت فصائل وجماهير الوداد والرجاء في وقت سابق الاتفاق من أجل مقاطعة تامة للقاء، احتجاجًا على بعض القرارات التنظيمية والإدارية التي اعتبروا أنها لا تخدم مصلحة النادي والجمهور المحب له.
وتأتي هذه المقاطعة بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال والخلافات حول تدابير الدخول للملعب والضوابط الأمنية المفروضة على المشجعين طيلة الموسم الكروي، وهو ما يهدد بفقدان جزء كبير من الأجواء الحماسية المعتادة في هذه المواجهات الكبرى التي طالما تميزت بطابعها الخاص.


أحيا فريق المغرب التطواني آماله في البقاء ضمن أندية القسم الأول من البطولة الاحترافية، بعد انتصاره المثير على اتحاد طنجة بهدفين مقابل هدف، في مباراة “ديربي الشمال” التي أُقيمت مساء اليوم الإثنين، ضمن منافسات الجولة الـ26 من الدوري.
وتمكن “الماط” بهذا الفوز من تقليص الفارق إلى ثلاث نقاط فقط عن المركز الرابع عشر، الذي يحتله فريق الشباب الرياضي السالمي، والذي تلقى هزيمة مفاجئة على أرضه أمام نهضة الزمامرة بهدف دون رد.
وانعكس هذا الانتصار بشكل مباشر على صراع البقاء، حيث ارتفعت وتيرة المنافسة في مؤخرة الترتيب، وأصبحت كل الاحتمالات واردة مع اقتراب نهاية الموسم.
وتجدر الإشارة إلى أن صاحبي المركزين 15 و16 يهبطان مباشرة إلى القسم الثاني، بينما يخوض الفريقان في المركزين 13 و14 مباريات السد من أجل ضمان البقاء.
وبهذا، يكون المغرب التطواني قد أعاد الإثارة إلى سباق البقاء، في وقت تبدو فيه كل نقطة حاسمة في الأسابيع الأخيرة من البطولة.

وئام نبيل-صحافية متدربة
في ظل الأزمات المتتالية التي يعيشها نادي الوداد الرياضي، خرج منخرطو الفريق الأحمر ببلاغ رسمي يوم أمس الأحد (13 أبريل)، توجه فيه رسالة قوية إلى المكتب المسير، مطالبين فيه باتخاذ خطوة الاستقالة كضرورة حتمية لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإعادة النادي إلى سكة التوهج والتألق.
وأشار البلاغ، أن النادي الذي كان ولا يزال رمزا للتميز والريادة في الساحة الرياضية الوطنية والإفريقية، يمر بفترة حرجة تتسم بتراجع ملحوظ في الأداء، الشيء الذي أثّر بشكل مباشر على مكانة الفريق وسمعته، وتسبب في موجة استياء عارم وسط الجماهير الودادية.
وأكد المنخرطون، أن النتائج السلبية والأرقام الحالية تكشف عن فشل ذريع في تحقيق الأهداف المعلنة، مما يستدعي تجديد الفكر الإداري وإعادة النظر في التوجهات الاستراتيجية للمكتب الحالي.
وأضاف البلاغ ذاته أن الاستقالة اليوم ليست ضعفا، بل خطوة شجاعة تعكس الاعتراف بالواقع، وتفتح المجال أمام كفاءات جديدة قادرة على إعادة هيكلة النادي على أسس حديثة ومبتكرة.
واختتم البلاغ برسالة واضحة ومباشرة إلى مسؤولي النادي: “نأمل أن تأخذوا هذه الدعوة بعين الاعتبار، وتستجيبوا لمتطلبات المرحلة، حفاظاً على إرث الوداد ومكانته… حتى نقول لكم أيضاً: Good Job”.

أصدرت الفصائل المشجعة لناديي الرجاء والوداد الرياضيين، ممثلة في “الكورفا سود” و”الكورفا نورد”، بلاغًا مشتركًا كشفت فيه دوافع قرارها مقاطعة مباراة “الديربي” الأخيرة، مؤكدة أن الخطوة جاءت بعد نقاشات داخلية ومشاورات مع الجهات المعنية، وأنها لم تكن بدافع التحريض بل نابعة من حس وطني ووعي بالظرفية الدقيقة.
وجاء في البلاغ أن المقاطعة كانت ردًا على ما وصفته بـ”العبث والعشوائية” في تدبير مشروع إصلاح مركب محمد الخامس، حيث أُهدرت ميزانيات ضخمة دون نتائج ملموسة، ما حرم الفريقين من ملعبهما في محطات حاسمة من الموسم الرياضي.
كما انتقدت الفصائل القيود المفروضة على تنقلات الجماهير منذ بداية الموسم، إلى جانب ما أسمته بـ”ازدواجية المعايير” في التعامل مع مختلف المدن، والإفراط في قرارات اللعب بدون جمهور “الويكلو” التي وصفتها بغير المبررة.
وأعرب البلاغ عن استياء كبير من التهميش الذي تعانيه مدينة الدار البيضاء على مستوى البنيات التحتية الرياضية، مشيرًا إلى أن مدنًا أقل شأنًا استفادت من ملاعب حديثة، في وقت يُبنى فيه ملعب الدار البيضاء خارج المدينة، وتحرم العاصمة الاقتصادية من احتضان تظاهرات كبرى مثل كأس أمم أفريقيا وكأس العالم 2030.
وتوقف البلاغ أيضًا عند ما اعتبره “أحكامًا قاسية” طالت بعض أعضاء الفصائل استنادًا إلى الفصل 507 من القانون الجنائي، حيث حُكم على بعضهم بـ10 و15 سنة رغم غياب ضحايا، داعيًا إلى مقاربة شاملة تعالج الظاهرة بعيدًا عن الزجر وحده.
كما وجّهت الفصائل انتقادات حادة لبعض وسائل الإعلام التي قالت إنها تتعمد الإساءة للحركية وتُخوِّن الجماهير، إلى جانب ما وصفتها بتصريحات غير مسؤولة واستهداف ممنهج للأندية البيضاوية من قبل مؤسسات كرة القدم، كالعصبة والجامعة ولجان التحكيم.
وختمت الفصائل بلاغها بالتأكيد على أن جماهير الدار البيضاء ليست مجرد ديكور، بل شريك فاعل لا يمكن ترويض شغفه، مشددة على أن قرار المقاطعة جاء كوقفة احتجاجية لإثارة الانتباه إلى واقع تعمه مظاهر الفساد وسوء التدبير، معتبرة أن البطولة الوطنية فقدت بريقها منذ بدايتها.