فالتسعين
محلل رياضي: تشكيلة الركراكي أمام ليسوتو منطقية ومفهومة

أكد المحلل الرياضي، ابراهيم الصبيطري، أن التشكيلة التي دخل بها الناخب الوطني وليد الركراكي، مباراة يوم أمس الاثنين (9 شتنبر)، أمام منتخب ليسوتو مفهومة ومنطقية.
وقال الصبيطري في تصريح لموقع “ميد راديو”، إن “تشكيلة للمغرب امام ليسوتو منطقية ومفهومة، لعدة اعتبارات أهمها تجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين وإعطاءهم فرصة للدخول في أجواء المباريات، وكذلك الاستقرار على البدلاء أو الرسميين فمراكز الخصاص خصوصا الظهير الأيسر، خصوصا بعد الإشارات الواضحة اللي قدمها آدم أزنو يوم أمس”.
وأضاف “الركراكي مزال يزيد يجرب الدراري فمعسكرات المنتخب من هنا مارس، ومن بعد يدوز للسرعة القصوى والاستقرار على 80 90% من التشكيلة الرسمية”.
أما بالنسبة للهجوم على زياش، قال الصبيطري، “كنظن أن هناك تحامل على اللاعب خصوصا بعد ما جاء ابراهيم دياز للمنتخب… وفالمقابل خاص زياش يقلل من الأخطاء داخل وخارج الملعب فحال تصرفه عند التغيير فمباراة زامبيا أو مع ابراهيم دياز فضربة الجزاء.. أيضا خاصو يبدل مجهود إضافي حيت المنافسة كبرت فالمنتخب”.


في يوم سيظل محفورًا في ذاكرة كرة القدم المغربية، تمكن فريق نهضة بركان من حسم لقب البطولة الاحترافية لأول مرة في تاريخه، بعد موسم استثنائي فرضت فيه سيطرتها المطلقة، مؤكدة أن العمل الجاد والتخطيط المحكم قادران على تغيير مسار أي فريق.
وجاء التتويج قبل خمس جولات من نهاية المسابقة، بعدما وسّع الفارق مع أقرب مطارديه إلى 17 نقطة، ليصبح من المستحيل اللحاق به.
وعلى أرضية الملعب البلدي ببركان، وسط أجواء استثنائية، تحقق الحلم الذي انتظره أبناء المدينة لعقود طويلة، لترتدي المدينة البرتقالية ثوب الفرح وتحتفل بأول لقب دوري في تاريخها.
مسار صعب
ولم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة، بل هو نتاج سنوات من العمل المستمر الذي بدأ منذ أكثر من عقد، حين قرر مسؤولو النادي تغيير مساره من فريق يتأرجح بين الدرجات إلى قوة كروية وطنية وقارية. ومنذ تأسيسه عام 1938 تحت اسم “الجمعية الرياضية البركانية”، عرفت نهضة بركان مراحل مختلفة، بداية من اللعب في الأقسام الدنيا، ثم تغيير الاسم في 1976 إلى “الاتحاد الإسلامي البركاني”، قبل أن يأخذ النادي اسمه الحالي بعد اندماجه مع فريق “الشباب الرياضي المحلي” عام 1981.
ورغم بعض اللحظات التاريخية مثل احتلاله وصافة البطولة عام 1983، وبلوغه نهائي كأس العرش في 1987، إلا أن الفريق لم يتمكن من التتويج بأي لقب كبير، وظل لفترة طويلة بعيدًا عن الأضواء، مكتفيًا بلعب أدوار ثانوية في المشهد الكروي المغربي.
من من فوزي إلى حكيم
وبدأ التحول الجذري مع وصول فوزي لقجع إلى رئاسة النادي عام 2009، حيث وضع مشروعًا طموحًا للنهوض بالفريق، مبنيًا على ثلاث ركائز أساسية: إعادة هيكلة النادي إداريًا وماليًا، تطوير البنية التحتية، واستقطاب لاعبين قادرين على رفع مستوى الفريق. لم يكن الطريق سهلاً، لكن الاستراتيجية بدأت تؤتي ثمارها سريعًا، إذ عاد الفريق إلى الدرجة الثانية عام 2011، قبل أن يصعد إلى البطولة الاحترافية في الموسم التالي، ليبدأ عهد جديد لنهضة بركان.
وتحت قيادة لقجع، تحولت نهضة بركان إلى مشروع رياضي متكامل، حيث تم إنشاء مركز تكوين حديث، وجذب مستشهرين كبار لضمان الاستقرار المالي. ومع مرور السنوات، بدأ الفريق في فرض نفسه بين الكبار، ليصل إلى نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية عام 2019، قبل أن يحرز اللقب مرتين متتاليتين في 2020 و2022، إضافة إلى تتويجه بكأس العرش في 2018 و2022.
وجعلت هذه الإنجازات الفريق يكتسب هوية تنافسية جديدة، حيث أصبح نادياً يطمح للألقاب بدل الاكتفاء بالمشاركة.وفي غشت 2019، سلّم فوزي لقجع المشعل لحكيم بنعبد الله، الذي واصل العمل وفق الرؤية ذاتها، مع التركيز على ترسيخ ثقافة الفوز داخل النادي. تحت قيادته، واصلت نهضة بركان التطور، حيث عززت صفوفها بلاعبين مميزين، واستثمرت في الطاقم التقني لضمان الاستمرارية.
وكان التتويج بلقب البطولة الاحترافية هذا الموسم بمثابة تتويج لمسيرة طويلة من العمل الجاد، إذ نجح الفريق في فرض إيقاعه منذ بداية الموسم، وظل في الصدارة حتى النهاية، ليؤكد أن مشروعه الرياضي بات نموذجًا يُحتذى به في الكرة المغربية.
وجهة جديدة
ويعد التتويج بلقب البطولة الاحترافية سوى بداية مرحلة جديدة في تاريخ نهضة بركان، حيث يتطلع النادي إلى تعزيز مكانته بين كبار القارة الإفريقية.
ويفتح النجاح المحلي الباب أمام طموحات أكبر، خاصة في دوري أبطال إفريقيا، حيث ستكون المشاركة الأولى للنادي بمثابة اختبار حقيقي لقدراته.
وتدرك الإدارة البرتقالية أن الحفاظ على النجاح أصعب من تحقيقه، لذلك يُنتظر أن تواصل الاستثمار في البنية التحتية، واستقطاب لاعبين قادرين على رفع مستوى الفريق لمواجهة تحديات المستقبل.
ومع إدارة احترافية، رؤية استراتيجية واضحة، وقاعدة جماهيرية متحمسة، يبدو أن نهضة بركان لم تعد مجرد نادٍ طموح، بل أصبحت قوة كروية صاعدة، قادرة على مقارعة الكبار في المغرب وخارجه.
التتويج بالبطولة ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لمرحلة جديدة، عنوانها الاستمرارية والتحديات الكبرى.
فالتسعين
الماغودي: هاد العام كنشوفو أضعف نسخة للبطولة. واللي كيشكك في نجاح بركان خاصو يطهر بيته من الفساد!

أعرب الناقد الرياضي محمد الماغودي عن رأيه في مستوى الضعيف البطولة الوطنية الاحترافية هذا الموسم، مشيرا إلى أن هذا الموسم هو الأضعف في تاريخها.
وقال الماغودي، في تصريح تلفزيوني،: “في تقديري الشخصي وباستشارة مع مجموعة من التقنيين، أنا أعتبر أن هذا الموسم الرياضي أضعف نسخة في البطولة المغربية”.
وأضاف الماغودي أن تراجع المستوى يعود بشكل أساسي إلى تدهور مستوى الأندية الكبرى التي كانت سابقا تتنافس بشكل قوي على اللقب.
وبالنسبة لفريق الرجاء الرياضي، فقد وصف الماغودي الوضع في النادي بـ “المؤلم إلى أقصى حد”، ملاحظا أنه يعاني من هجرة جماعية للاعبين إلى الدوري الليبي، ما يعكس حالة من الانهيار داخل الفريق.
وأوضح الماغودي قائلا: “اليوم الرجاء غير محسوبة على المنافسين على لقب البطولة أو على المنافسين عن الرتبة الثانية أو الثالثة”.
هذا التراجع في الأداء، بحسب الماغودي، يعكس خللا كبيرا في المنظومة داخل النادي.
أما بالنسبة لفريق الوداد الرياضي، يضيف الماغودي، فقد عانى أيضا من فترة عصيبة بعد فترة الرئيس السابق، لكنه استطاع أن يعيد ترتيب صفوفه بشكل سريع، قائلا: “اللخبطة التي عاشها الفريق الأحمر يمكن أن نقول إنه دبّرها بشكل أفضل وفي توقيت قياسي”.
وأشار الماغودي إلى أن الوداد، رغم الأزمات التي مر بها سواء على مستوى التسيير أو النتائج أو حتى الأزمة المالية، تمكن من الخروج منها بشكل مشرف، وذلك بفضل التعاقدات الموفقة مع المدرب الجديد وبعض الصفقات في الميركاتو الشتوي.
وفي المقابل، حسب الناقد الرياضي، أظهر فريق نهضة بركان استقرارا واضحا في الأداء مقارنة ببقية الأندية المغربية. فقد حافظ على تركيبته البشرية وعززها بصفقات مميزة في الميركاتو الصيفي.
الماغودي أضاف قائلا: “فريق نهضة بركان ليس من الفرق الوطنية التي تقوم بالانتدابات في الميركاتو الصيفي والميركاتو الشتوي ويسابق الزمن على اللاعبين، بل يقوم بالانتدابات مع بداية الموسم فقط”. كما أشار إلى أهمية المدرب الذي يقود الفريق، مؤكدا أن نهضة بركان يمتلك مدربا له سجل حافل بالألقاب، خصوصا مع فريق الترجي التونسي.
وعلى مستوى التسيير، أشار الماغودي إلى أن الفريق يتمتع بإدارة حكيمة وفعالة، تلتزم بمصلحة الفريق وتعمل بجد لتحقيق النجاح. وأوضح قائلا: “نهضة بركان يتميز أيضا بنوعية المسيرين، مسيرين يتميزون بالحكمة والحكامة”. وهو ما يميزهم عن باقي الفرق التي تعاني من الفوضى والفساد داخل إداراتها.
وفي ختام حديثه، وجه الماغودي رسالة إلى بعض جماهير الأندية المغربية، حيث قال: “أريد أن أقول لبعض الجماهير المغربية قبل أن تتعقبوا نجاح الأندية الأخرى، طهروا أنديتكم من الانتهازيين، من الفساد، وآنذاك ابحثوا عن الخطوات الأولى للنجاح”.

لا تقتصر الجوائز الفردية على الأداء وحده في عالم كرة القدم الحديثة، بل أصبحت عدة عوامل تتداخل فيها، بعضها ظاهر للعيان، والآخر خفي خلف الكواليس.
وهو الأمر الذي ينطبق تمامًا على حالة النجم المغربي أشرف حكيمي، الذي قدم عامًا استثنائيًا مع باريس سان جيرمان والمنتخب المغربي، لكنه لم يُتوَّج بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية لعام 2024، التي ذهبت إلى النيجيري أديمولا لوكمان، لاعب أتالانتا الإيطالي.
حين تتحدث الأرقام
واستطاع لوكمان بأرقامه اللافتة، جذب الأنظار وتحقيق التميز، ولا يعتبر 20 هدفًا و11 تمريرة حاسمة في 57 مباراة مع أتالانتا مجرد أرقام عادية، بل شهادة واضحة على دوره المحوري في الفريق.
في المقابل، ورغم براعة حكيمي، فإن مركزه كظهير أيمن يفرض دورًا تكتيكيًا أكثر منه تهديفيًا، وهو ما قد يجعل تأثيره أقل وضوحًا في أعين المصوتين.
بين البريق الإعلامي والمجهود الصامت
يعد التأثير الإعلامي أحد مفاتيح تتويج لوكمان بالـ”بالون دور”، حيث يعتبر الدوري الإيطالي، بمكانته التاريخية والإعلامية، منصة مميزة للنجم النيجيري لإبراز نفسه، أما حكيمي، الذي يلعب في الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان، فقد تأثرت حظوظه بغياب فريقه عن المشهد الأبرز في دوري أبطال أوروبا.
لكن دور حكيمي الملعب لا يقتصر على كونه لاعب، بل يساهم في تحقيق التوازن والانسجام لفريقه ومنتخب بلاده، وهي صفات قد لا تنعكس مباشرة على لوحة الأرقام والإحصائيات.
تصويت يُثير الأسئلة
وتعتمد جائزة الكرة الذهبية الإفريقية على تصويت مدربي وقادة المنتخبات الوطنية، إضافة إلى الإعلاميين، هذه المعايير، ورغم شفافيتها الظاهرة، قد تخضع لتأثيرات غير متوقعة، مثل الشعبية اللحظية أو الانطباعات الفردية، فهل أثرت هذه العوامل لصالح لوكمان؟
عدم تتويج أشرف حكيمي بالكرة الذهبية الإفريقية ليس نهاية الحلم، بل سيكون حافزا له خلال كأس إفريقيا التي ستقام في المغرب، فالتتويج باللقب سيزيد من حظوظه للتويج بالجائزة، كما سيكون عدم التتويج بداية لفصول جديدة في مسيرته المبهرة.